![]() |
حب الذات |
اهمية حب الذات و السبيل الى تحقيقه
حب الذات هو حالة يعيشها الانسان عندما يوجه مشاعره نحو الداخل وأن يعطي لنفسه حقها عليه، وان يقدم لها الرعاية وان يعمل على تطويرها وإسعادها وعدم التضحية بها لإسعاد الآخرين، مما يجعله يرضى عنها بعيوبها قبل مميزاتها، فيصبح سعيدا وإيجابيا وهنا طبعا سيجد مفتاح السلام والسكينة والتطور المستمر في كل مجالات الحياة. لمناقشة الموضوع أكثر سنتكلم في هذا المقال عن حب الذات وأهميته وكيفية التفريق بينه وبين الانانية بالإضافة الى كيفية تحقيق هذه الحالة وعيشها في الحياة اليومية.
أهمية حب الذات
كما قلنا سابقا فحب الذات هو حالة يعيشها الانسان عندما يوجه مشاعره نحو الداخل، اي يأتي بعد معرفة الذات، او بمعنى اخر عندما يتعرف الانسان على ذاته ويبدأ بتقبلها وحبها بكل مكوناتها الإيجابية والسلبية، ويعمل على تطوير الاولى واصلاح الثانية بالتدريج، مما يؤدي الى تطور الأفكار ومعايير الحياة فمثلا لن يرضى الشخص المحب لذاته ان يكون في علاقة لا يسودها الاحترام، او عمل لا يلائمه، او عيش حياة بدون معنى، وبالتالي ستجده يسعى دوما الى الارتقاء بنفسه أكثر في كل النواحي وهذا سيكون أكبر الهام في الحياة له وللناس من حوله.
حب الذات سيجعل الانسان يشعر بالاتصال العميق مع كل مكونات الكون، فمثلا سيستصعب قطع شجره او تلويث المياه، لأنه يدرك تمام انها منه والانسان الاخر الذي سيستعملها منه أيضا، ففي النهاية كلنا اتينا من نفس المصدر.
الفرق بين حب الذات والانانية
اغلب الناس يخلط بين مفهومي حب الذات والانانية، او قد يفهم فكرة حب الذات بطريقة خاطئة فمثلا عندما يقرر شخص رفض كل ما يؤديه، لكنه يرفضه من مكان الغضب المكبوت داخله ليس من باب الحب لذاته، أي انه عندما قرر الرفض رفض باعتبار الاخر ظالم اعتبره متدخلا في خصوصياته فرفض وهو ساخط، هنا يتحول المفهوم الى انانية حيث يهتم الانسان بنفسه فقط غير آبه بالأحكام التي أطلقها على الاخر.لتجنب الدخول في الانانية من الضروري ان نفهم الأسباب التي تمنعنا من التقدم والتطور وعيش حياة أفضل نحن والاخر مع بعض، لكن هذا لن يمنع ان نجد في طريقنا بعض الأشخاص الذين سيضغطون علينا، إذا ما يجب القيام به هنا هو ايقافهم ووضع حدود لهم لكن الاختلاف يكمن هنا بالقيام بهذا الفعل من مكان حب.
كيفية تحقيق حب الذات
هناك مجموعة من النصائح والتقنيات لحب الذات يمكن ان نذكر منها كمثال:1-التعرف على الذات: أي ان تتعرف على سلبياتك وإيجابياتك، ان تتعرف على ما تحبه وما تكرهه، وغيرها مما سيجعل طريق تطورك أوضح.
2-رعاية الذات: تنص على تحويل اهتمامك نحو نفسك بطريقة أساسية، والاهتمام بها في كل الجوانب، بما في ذلك النوم والتغذية والتمارين البدنية والاسترخاء.
3-التعاطف مع الذات ومع الاخرين: التعامل بلطف مع الآخرين يمكن ان يساهم في تحسين الحالة النفسية والحياة الاجتماعية من خلال تعزيز مشاعر السعادة وتحسين العلاقات. لكن لا تنسى أن تعامل نفسك بنفس اللطف والرحمة التي تقدمهما للآخرين.
ان نضرنا بشكل أعمق لهذه التقنيات سنكتشف ان حب الذات هو رحلة عمر، اما الاهتمام بالشكل والصحة والمكانة هذا لا يعني حب الذات، لأنه في كثير من الأوقات نقوم بهذه الأمور فقط من باب الخوف او الايغو.
انا لا اقصد ان الاهتمام بهذه الامور غير نافع بل على العكس، ما اريد قوله هو انه يجب على كل انسان منا ان يفهم بعمق الدوافع والأسباب التي تدفعه الى ذلك، فمثلا ان قرر اكل الاكل الصحي يجب ان يسال نفسه هل هذا قرار بدافع الخوف من المرض او بدافع حب الذات ومنه يمكننا القول انه ليحب الانسان ذاته بشكل صحيح يجب عليه فهمها أولا وان يعمل على معالجة الترومات والمشاكل النفسية بشكل تدريجي.
بالإضافة الى تغيير الأمور التي لا تناسبه في حياته والتي تعطل رحلة تطوره، ويمكنه البدا بالأمو الصغيرة كتغيير قفل الباب، الى الأمور التي يراها كبيرة في حياته لأنه يستحق العيش في اعلى مستوى.
خلاصة: حب الذات هو شيء فطري فينا وكل ما علينا فعله هو إزاحة كل الأمور التي تبعدنا عن المسار الصحيح لإدراكه، وبالتالي العودة لذواتنا الحقيقية وسطوع نورنا خصوصا عندما ندرك اننا خلقنا من طرف الله سبحانه خلقنا من طرف خالق الحياة، وهنا لنا ان ندرك مدى الدقة، الروعة، الجمال، و الحب التي خلقنا بها، هنا سنشعر بالامتنان ليس بسبب شكلنا الجميل او بسبب عملنا او ذكائنا او مدى رضى الناس عنا وغيرها، بل هو امتنان لتركيبتنا وتكويننا وبالتالي امتنان لكل شيء في الكون لأنه في النهاية كل شيء ما هو الا تعبير عن خالق هذا الكون كل شيء له نفس المصدر، هنا سنشعر بالتواضع ونستشعر الجمال في كل شيء، ونراه في العمق خلف كل الأقنعة. فتصبح أفكارنا نقية، راقية، هذا هو حب الذات الذي يتصاعد مع الروح الإنسانية.