ما هي رسالتي في الحياة؟ وكيف يمكنني الوصول اليها

 ما هي رسالتي في الحياة؟ هو اول سؤال يطرحه أي شخص يدخل عالم الوعي على نفسه، ويبدأ في التفكير في سبب وجوده على الأرض ودوره عليها ورسالته وغيرها. ففي النهاية معرفة رسالة الحياة هي مركز وجودنا وهي العامل الذي يحدد أسلوب الحياة الذي يناسبنا، لذلك تعرفنا عليها هو شيء أساسي. 

الرسالة في الحياة
الرسالة في الحياة

في هذا المقال سنتناول مفهوم الرسالة في الحياة وكيف يمكن للإنسان أن يكتشفها من خلال معرفة ذاته وشغفه وقيمه. كما سنعرض خطوات عملية تساعدك على تحديد رسالتك الخاصة، مع أمثلة ملهمة توضح أثرها على جودة حياتك، لتتمكن في النهاية من عيش حياة مليئة بالمعنى والإنجاز.

مفهوم الرسالة في الحياة

تُعد الرسالة في الحياة البوصلة التي توجه الإنسان نحو مساره الصحيح، فهي تعطي معنى لأيامه وتحدد أولوياته. عندما يدرك الفرد رسالته بوضوح، يصبح أكثر قدرة على اتخاذ قرارات تعكس قيمه ومبادئه الداخلية. وبدونها قد يشعر بالضياع أو التشتت بين مسارات لا تشبهه.

اكتشاف الرسالة في الحياة لا يحدث فجأة، بل هو نتاج تأمل وتجربة وبحث عميق عن الذات. من خلال التعرف على نقاط القوة والشغف والأهداف، يستطيع الإنسان أن يقترب شيئاً فشيئاً من جوهر رسالته. وكل خطوة في هذا الطريق تمنحه وضوحاً أكبر وإحساساً أعمق بالمعنى.

عندما يعيش الفرد وفق رسالته، ينعكس ذلك على جميع جوانب حياته، من عمله إلى علاقاته وحتى طاقته الداخلية. فهو يشعر بالرضا والسعادة لأنه يسير في طريق يتناغم مع ذاته الحقيقية. وبذلك تصبح حياته أكثر ثراءً وإلهاماً، له ولمن حوله.

كيفية الوصول للرسالة في الحياة

في رحلة البحث عن رسالتك في الحياة ستتبادر الى ذهنك مجموعة من الاسئلة ككيف يمكنك العثور على هدفك إذا لم يكن واضحًا لك؟ هل هو شيء تطوره بشكل طبيعي على مدار حياتك؟ أم أن هناك خطوات يمكنك اتخاذها للوصول أسرع للهدف في حياتك؟ ولتقريب الفكرة أكثر سنحاول الاجابة في النقاط التالية:

1. تحديد الأشياء التي تهمك

كخطوة اولى في تحديد الاشياء المهمة بالنسبة لديك يقترح طرح أسئلة على نفسك مثل:
  • ما الذي تجيده؟
  • ما الذي فعلته ومنحك مهارة يمكن استخدامها في رحلة حياتك؟
  • ما الذي تحتاجه لتكون أحسن نسخة من نفسك؟
  • ما الذي يهمك في مجتمعك؟
  • ما الذي تريد تغييره في العالم وكيف تريد فعل ذلك؟
  • ما هي البصمة التي تريد تركها في هذا العالم بعد رحيلك؟

2.تحديد الاولويات

من الطبيعي ان يواجه الانسان صعوبة في تحديد ما هو الأكثر أهمية في حياته، لأن اهتماماته تتوزع بين مجالات متعددة، من العمل إلى العلاقات إلى الطموحات الشخصية. ومع ذلك، فإن هذه الحيرة ليست سلبية دائمًا، فهي دليل على تنوع التجارب والرغبات التي يحملها  في داخله. لكن الاستمرار في التشتت دون وعي قد يجعله يعيش حياة بلا اتجاه واضح.

و بالمقابل عندما نبدأ في معرفة ذواتنا بعمق، ونفهم ما الذي يلامس قلوبنا حقًا، يصبح من الأسهل أن نحدد أولوياتنا بوضوح. هذا الفهم الداخلي يساعدنا على تضييق دائرة اهتماماتنا نحو ما يمنحنا الإشباع الحقيقي ويقربنا من رسالتنا في الحياة. فالهدف الذي ينبع من الذات لا يكون مجرد اختيار عابر، بل يصبح نداءً داخليًا يقود خطواتنا بثبات ومعنى.

3. التعرف على نقاط قوتك ومواهبك

لدينا جميعًا نقاط قوة ومهارات قمنا بتطويرها على مدار حياتنا، والتي تساعد في تكوين شخصياتنا الفريدة ومع ذلك، قد يكون البعض منا غير متأكد او غير قادر على الوصول اليها لكونها غير واضحة كفاية بالنسبة له. لذلك يمكن الاستعانة بالأشخاص الذين يعرفونك جيدًا حيث قد يمكنهم رؤية أشياء بداخلك لا تتعرف عليها بنفسك، مما قد يوجهك في اتجاهات غير متوقعة. 

ومن ناحية أخرى، لست بحاجة إلى الاعتماد بشكل مفرط على تلك الملاحظات إذا لم يكن لها صدى. يعد الحصول على المعلومات مفيدًا إذا كان يوضح نقاط قوتك، وليس إذا كان بعيدًا عن المبتغى.

4.تجربة أشياء جديدة

تجربة أشياء جديدة ورؤية كيف تمكّنك هذه الأخيرة من استخدام مهاراتك لإحداث فرق ذي معنى في حياتك. إن الدخول في عالم جديد عليك يمكن أن يجعلك على اتصال مع أشخاص يشاركونك شغفك ويلهمونك. ففي الواقع، من الأسهل العثور على الهدف والحفاظ عليه بدعم الآخرين.

5. الامتنان

تعد ممارسة الامتنان و شكر الله تعالى مفيدة  بشكل خاص في التوجيه نحو الهدف. إن التفكير في النعم التي نتمتع بها في حياتنا غالبًا ما يدفعنا إلى الأمام بطريقة ما.

مهما كانت الطرق والأدوات التي تستخدمها، فإن الامتنان له فائدة إضافية تتمثل في كونه مفيدًا لارتقائك الروحي، مما يمنحك الطاقة والتحفيز الذي تحتاجه لتنفيذ أهدافك المرجوة.

6. التاثر بالاشخاص الناجحين

في بعض الأحيان، يعطينا الأشخاص الناجحين في الحياة فكرة عن الطريقة التي قد تساعدنا في المساهمة في بناء عالم أفضل بأنفسنا. إن القراءة عن أعمال القادة او الرياديين أو الباحثين في مختلف المجالات يمكن أن تمنحنا رفعة أخلاقية يمكن أن تكون بمثابة حافز للعمل من أجل الصالح العام.

ومع ذلك، قد يكون النظر إلى هذه الأمثلة الأكبر من الحياة أمرًا مخيفًا للغاية لبعض الشخاص، فإذا كان الأمر كذلك، فيمكنك البحث عن الأشخاص العاديين الذين يقومون بعمل جيد بطرق ابسط.

7.القراءة

تعد القراءة من الطرق القراءة تفتح أمامك عوالم جديدة وتمنحك فرصة لاكتشاف جوانب مختلفة من ذاتك لم تكن تدركها من قبل. فكل كتاب تقرؤه قد يكون بمثابة مرآة تعكس ما يثير شغفك أو يلامس قيمك العميقة.

ومن خلال الاطلاع على تجارب الآخرين وأفكارهم، قد تجد نفسك تقترب أكثر من فهم ما يلهمك حقًا. فالكتاب المناسب في اللحظة المناسبة يمكن أن يوقظ بداخلك بذرة الهدف من الحياة التي كانت تنتظر فقط من يرويها بالمعرفة والإلهام.

امثلة عن رسائل ملهمة في الحياة

عند التفكير في الرسالة في الحياة اغلبنا يفكر في اشياء كبيرة وصعبة، مما يزيحنا عن المسار ويؤخرنا عن الوصول الى رسالتنا، وهذا ان لم يوقفنا عن ذلك اصلا، في حين ان موضوع الرسالة قد يكون ابسط مما قد نتخيل لكن صداه ونوره قد يغرق الكون كله، وكمثال عن ذلك يمكننا التكلم عن:
  • رجل يطعم الحيوانات والطيور كل صباح.
  • ام خلقت بيتا مليئا بالحب والسلام الدفء لأسرتها.
  • اب يتعب طيلة اليوم ليعود اخره وفي يده كعكات وحلوى ليسمع ضحكات ابنائه.
  • موظف يتقن عمله لإسعاد وتسهيل حياة الناس.
  • فنان ينشر الجمال والبهجة والسعادة بين الجموع.
  • مجموعة من الشباب انشؤوا جمعية لمساعده الفقراء والمستضعفين من الناس.
  • انسان ابتسم في وجه انسان اخر فغير مشاعره وبالتالي يومه.
  • رجل قام بغرس أشجار واعتنى بها ليستضل ويستنفع بها ناس اخرون.
  • والدين بذلا جهدا في تربية ابنائهما حتى يكونوا سليمين نفسيا ونافعين في المجتمع.
خلاصة: وكخلاصة يمكننا القول ان الاهم من كل هذا هو ان الطريق الى الرسالة هو الشغف، هو المكان الذي تحس فيه بالإلهام، هو المكان الذي تحس ان قلبك يناديه، وهذا لان الشغف هو التعبير عن اعماق نفسك والرسالة توجد في مركز هذا المكان، هذا الاخير الذي يحمل مجموعة من المشاعر التي تطورت مع الوقت لتصبح في النهاية كنز يمكنك اخراجه لتخدم به نفسك والبشرية والكون.
تعليقات