الايغو او الانا المزيفة، مظاهره و كيفية التحرر منه

مع كثرة الواجهات المزخرفة كوسائل التواصل الاجتماعي، صارت الانا المزيفة جزء لا يتجزأ من حياة كثير من الناس. حيث جعلتنا نلبس أقنعة ونعيش أدوارا لا تمثل حقيقتنا. وهذا ما يجعلنا نبتعد شيئا فشيئا عن ذواتنا الحقيقية ونضيع في زحمة التمثيل.

الايغو او الانا المزيفة
الايغو او الانا المزيفة

الانا المزيفة لا تأثر فقط على صورتنا بين الناس، لكن تدفعنا لعيش حياة لا تشبهنا، فقط لنحصل على قبول مؤقت. والكارثة اننا نصدق هذه الكذبة ونعيش بشخصيات لا تمثلنا. في هذا المقال، سنغوص في أعماق هذا المفهوم ونكتشف كيفية الرجوع لهويتنا الأصلية ونتحرر من قناع الأنا المزيفة.

الايغو او الانا المزيفة

الايغو او الانا المزيفة، هو كل من النفس والعقل والجسم، أي الشخص واعطاءها أكبر من حجمها سيقودنا الى الابتعاد عن حقيقتنا أي عن الروح النقية. لا يمكننا ان نختلف على ان موضوع الايغو عميق جدا، ويستصعبه اغلبنا لكن لمدى أهميته سنحاول تبسيطه قدر الامكان في هذا المقال.

دور الايغو او الانا المزيفة في عيش التجربة الارضية

من اهم أسباب مجيئنا الى هذه الأرض هي اختبار مجموعة من المشاعر، او مجموعة من المتناقضات كالحزن والفرح، الخير والشر، ولنتمكن من عيش هذه التجربة الأرضية ستلزمنا مجموعة من الأدوات، لأنه في الأساس وعلى سبيل المثال الروح لا يمكنها ان تتألم، او ان تحسد، او ان تفكر وغيرها، وهذه الأدوات التي تلزمنا هي الجسم المادي والعقل والنفس، لكن السؤال المطروح هو هل هذه الأدوات هي نحن هل هي حقيقتنا. الجواب هو لا، هذه الأدوات ما هي الا انا مزيفة لكن الذي وقع لأغلبنا هو تصديقنا لهذه اللعبة الأرضية وبدا كل واحد منا يعتقد انه هو الأفكار، هو المشاعر، هو الجسد، أي اننا صدقنا الايغو.

تأثير الايغو

كما قلنا سابقا الايغو هو كل من النفس والعقل والجسم، وهو موجود عند الجميع وتأثيره يختلف باختلاف تعامل الشخص، حيث يمكن له ان يضعف او ان يتضخم حسب تزكية الانسان لنفسه وحسب تنظيفه وإصلاحه لها، وللتوضيح أكثر يمكننا ان نأخذ كمثال الفرق بين شخص واع ومدرك ان الايغو مجرد أداة تساعده في تجربته الأرضية فقرر التحكم به وارشاده حسب مصالحه. وشخص غير واع ومصدق للايغو ومندمج معه مما سيسمح لهذا الأخير بان يقوده ويتحكم به.

مظاهر الايغو

1-التحكم والسيطرة ويظهر عندما يصدق الانسان انه هو المتحكم بأوضاع حياته، ويضن ان رغباته هي التي يجب ان تتحقق ويشعر بالإحباط الشديد ان حصل عكس ذلك.

2-الايمان فقط بكل ما هو منطقي يظهر عند الانسان الذي لا يصدق الا ما راه بعينه ولمسه بيده، أي لا يؤمن الا بكل ما هو منطقي وملموس ويجد صعوبة في تصديق الروحانيات والمعجزات على سبيل المثال.

3-الغروريضن اغلب الناس ان الغرور هو تعريف للايغو في حين انه مجرد جزء ومظهر من مظاهر الايغو، ويظهر عند كل شخص يضن انه أفضل من غيره في مختلف الجوانب ولا يرجع الفضل لله سبحانه.

4-المثالية وتظهر عند الانسان الذي لا يتقبل الوقوع في الخطأ، مما يسقطه في فخ اللوم وجلد الذات والمقارنات مع الاخر وإرضاء الاخرين.

5-العيش في الصراع ويتجلى في اخراج الانسان الذي يحكمه الايغو من لحظات السلام والاستمتاع التي يعيشها، حيث يهجم عليه هذا الاخير ويحيطه بمجموعة من الأفكار السلبية التي تقلب مزاجه وتمنعه من استشعار لحظاته السعيدة.

كيفية التحرر من الايغو

فيما يلي بعض المقترحات التي قد تساعد في التحرر من الايغو:
1-ممارسة اليقظة الذهنية: وتتم بتعلم التأمل وتهدئة العقل وتصفية الأفكار، للتوضيح أكثر يمكننا القول انه يجب على كل واحد منا من وقت لآخر ان يستفرد بنفسه في مكان هادئ وان يركز على أنفاسه ويكون على دراية باللحظة الحالية. هنا سوف تنبثق الأفكار وتتنافس على جذب انتباهه، ولكن فقط يجب ان يسترخي وينتبه لأنفاسه يراقب أفكاره، ولا يفكر فيها، بل يتركها ويعيش في اللحظة الحالية.

2-مراقبة الافكار: اننا ندرك أن أفكارنا لا تحدد هويتنا فنحن لسنا عقولنا، العقل أداة نستخدمها لحل المشكلات وتسهيل العيش في هذا العالم، ومثل أي أداة نحن من يقرر كيفية استخدامها. لذلك يجب مراقبة تلك الأفكار التلقائية، وتلك العادات القديمة المعتمدة على الايغو وتحديد ما إذا كانت سلبية لنصلحها او نستبدلها بأخرى ايجابية.

3-الامتنان: بدلًا من الانشغال بالنقص الذي قد نشعر به في الحياة، يجب القيام بإعداد قائمة امتنان للأشياء التي نقدرها، مهما كانت صغيرة. مثلا كتابة ما يشعرنا بالامتنان له والتركيز على مدى روعة هذا الشعور. سيساعد هذا على تركيز العقل على ما لدينا بعيدًا عن رغبات الايغو او الأنا المزيفة.

4-التوكيدات تكرار التوكيدات التي تساعد على تذكيرنا بما نفضل أن نشعر به، مثال على ذلك:

أنا أستحق، انا قوي، انا اشعر بالسعادة، انا ممتن لما لدي، انا أحب نفسي واقبلها كما هي 

وفي الاخير يجب ان نتعلم أن نتخلى عن غرورنا ونستسلم لأمر الله تعالى مسير الكون والوجود.

خلاصة: الايغو او الانا المزيفة هو مجموعة من الأفكار والمعلومات والبرامج التي يأخذها الانسان من محيطه كالأسرة والمجتمع ويراكمها داخله، اما نجاحه في هذه اللعبة الأرضية سيعتمد على كيفية تعامله مع هذه الأخيرة هل سيصدقها ويتبناها كمعتقدات ليعيش بها بطريقة لا واعية، ام سيكون مدركا لها ومتحكما بها ليعيش بطريقة واعية.
تعليقات