.png "السلام الداخلي") |
| السلام الداخلي |
رحلة الوصول الى السلام الداخلي
السلام الداخلي هو موضوع كبير وعميق جدا، يرتكز على عدة محاور ولا أضن ان هذا المقال البسيط سيكفينا لنناقشها كلها، لكن هذا لن يمنعنا من ان نتكلم في نقط قد تفتح مداركنا لفهم هذا الموضوع الهام لنجاح رحلة حياتنا.معنى السلام الداخلي
السلام الداخلي بكل بساطة هو عدم مقاومة الطبيعة الاصلية، يعني التناغم مع النفس وعدم مقاومتها والعيش في حرب معها مما سيجعل الحياة أسهل لسهولة تدفق المعلومات والتجليات في هذه الحالة بأقل جهد ممكن، يعني بطريقة أخرى ان تكون انت لكن من مكان قوة وليس من مكان ضعف فمثلا ان تقوم باختيار رسم لوحة لان هذا يعبر عن شيء خاص بداخلك يختلف عن رسمك لها لإرضاء الاخر ضد نفسك فقط ليصفق لك ويعترف بوجودك، اذن السلام الداخلي يعني ان تسمح لنفسك ان تكون انت بغض النظر عن راي الناس فيك.كيفية الوصول للسلام الداخلي
للوصول للسلام الداخلي يستحسن البدا بالأشياء البسيطة وتجنب الأشياء الكبيرة التي تكثر عليها الصراعات، لان للأشياء البسيطة تأثيرا عجيبا يتوسع مع الوقت ليحدث تأثيرات كبيرة يمكن ان تغير العالم. ولتبسيط ما سبق سأعطي مثال استفدت منه شخصيا سمعته في أحد فيديوهات الدكتور إيهاب حمارنة حيث نصح بان تجرب ان تسمح لنفسك بان تقوم باي شيء في حياتك مهما كان بسيطا، كان تقول عند شرب الماء انا اسمح لنفسي بشرب الماء، وان تسمح للشجرة ان تكون شجرة، والسماء ان تكون سماء، وتسمح للأشخاص ان يكونوا كما يحبون ومع الوقت ستستيقظ وتدرك أنك كنت في حالة صراع مع الحياة بسبب الاحكام التي تسقطها على نفسك وعلى كل ما حولك.بعض الافعال البسيطة التي قد تؤدي الى السلام الداخلي
1-التأمل
قد نرى ان التأمل عمل بسيط، إلا أنه يمكن أن يؤثر بشكل عميق على حالتك النفسية والعقلية. فهو يساعد على تنمية الاتزان والشعور العميق بالسلام.وللقيام بعملية التأمل، انصحك بالبحث عن مكان مريح بعيدًا عن الصخب والضجيج. أغمض عينيك، وخذ نفسًا عميقًا، ثم أخرجه ببطء. ولا تقلق بشأن القيام بذلك على أكمل وجه؛ كل ما يهم ان تكون مسترخيا ومرتاحا. وتأكد ان بضع دقائق من التأمل يمكن أن تحدث فرقا كبيرا.
2-العيش هنا والان
قد تمر عليك اوقات عدة تجد فيها نفسك عالقًا في الماضي، أو تشعر بالقلق بشأن المستقبل وطبعا هذا يحدث مع اكثرنا. ولكن كما تعلم، اللحظة الحالية هي كل ما لدينا حقًا. لذا احتضنها، عشها. لان الحياة يمكن ان نجدها هنا والآن.
3-التفكير بطريقة إيجابية
كما يعلم الجميع فعقولنا هي من أعظم الاشياء التي وهبنا الله سبحانه وتعالى اياها. اذ يمكنهم أن يكونوا بمثابة أعظم حليف لنا أو أسوأ عدو لنا. الأمر كله متعلق بطريقة استخدامنا لها. لذلك فمن المهم ان نتعلم كيفية تنمية عقلية إيجابية من خلال التركيز على كل ما هو ايجابي، وهكذا نبدأ في تطوير سلامنا الداخلي.وكمثال للتفكير الايجابي انصحك ببدء يومك بشكل إيجابي. كالقيام بكتابة ما أنت متحمس له أو ما تشعر بالامتنان له في يومياتك. وإذا حاولت فكرة سلبية أن تتسلل إليك، قم بشطبها واستبدالها بأخرى إيجابية.
4-تنمية حب الذات
دائما ما نسمع انه يجب ان نحب الاخرين كما نحب أنفسنا. ولكن عندما يتعلق الأمر بالسلام الداخلي، فإن الهدف هو أن تتعلم حب نفسك او ذاتك، والاعتزاز بنقاط قوتك، واحتضان عيوبك. فأنت فريد من نوعك، وهذا شيء يستحق التقدير.وكمثال لتنمية حبك لنفسك جرب ان تأخذ لحظة لتكتب ما تحبه في نفسك. او اسال أفضل اصدقائك عما يحبونه فيك.
5- رعاية الذات
يعد الاهتمام بصحتنا الجسدية والعقلية والعاطفية طريقة مهمة لتنمية حب الذات، مما يؤدي إلى السلام الداخلي. وكمثال على ذلك يمكن ان تخصص بعض الوقت لنفسك لتمارس فيه ما تحب كقراءة رواية مثيرة، أو أخذ حمام مهدئ، أو نزهة هادئة في الطبيعة، أو حتى القيام ببعض تمارين اليوغا المريحة.6-التنفس
قد نرى ان التنفس امر طبيعي واعتيادي لكن معظمنا لا يستخدم أنفاسه لتريحه. التنفس العميق والواعي يمكن أن يكون له تأثير مهدئ للغاية في لحظات التوتر أو القلق، لذلك من وقت لآخر خذ بضع دقائق للتركيز على أنفاسك. ستلاحظ قريبًا أنه يمكنك الاعتماد على أنفاسك لتنمية السلام الداخلي.7-ربط علاقة مع الطبيعة
للطبيعة تأثير مهدئ على معظم الكائنات. لذلك من المهم قضاء بعض الوقت في التواصل معها لغرس الشعور بالسلام في داخلك. ويمكنك القيام بذلك من خلال امور بسيطة كالتنزه في الحديقة أو القيام ببعض أعمال البستنة والزراعة أو مشاهدة النجوم او السحب وهي تطفو في السماء.8- الامتنان
يمكن للامتنان أن يحول تركيزك مما هو مفقود في حياتك إلى ما هو موجود لديك بالفعل. إنه طريق سريع للسلام الداخلي. لذا اجعل من عادتك اليومية تدوين الأشياء التي تشعر بالامتنان لها ،واشكر الله عليها وركز على الأشياء الايجابية التي تتمتع بها فهذا يمكن أن يغير الطريقة التي ننظر بها إلى يومنا بأكمله بل يمكن ان نقول انه قد تتغير نضرتنا لحياتنا بأكملها.9- التقبل
تعرف الحياة بانها مليئة بالتحديات ولا يمكننا السيطرة عليها. لذلك يجب علينا السماح للأشياء بان تكون كما هي، وليس كما نتمنى أن تكون. وهذا لا يعني أن نكون سلبيين أو نستسلم، بل أن نعترف بحقيقة الوضع ونعمل معه وليس ضده. فمثلا عندما تصدمك الحياة، حاول أن تدع مشاعرك تأتي وتذهب دون إصدار أحكام. ففي بعض الأحيان، قبول موقف ما والسماح له بان يكون قد يسلبه سلطته علينا.10- عدم إصدار الأحكام
عدم اصدار الاحكام يتعلق بتعلم مراقبة الأفكار والمشاعر دون وصفها بأنها "جيدة" أو "سيئة". وهذا ما يخلق مساحة للقبول والسلام الداخلي. فمثلا عندما تجد نفسك تطلق الأحكام، تذكر أنها مجرد فكرة. سوف تمر مثل سحابة في السماء.خلاصة: السلام الداخلي ليس شيئًا يمكننا العثور عليه خارجيًا؛ إنه شيء نزرعه داخل أنفسنا. يتعلق الأمر بالاعتراف بأفكارنا ومشاعرنا وقبولها،وبالتالي التعرف على ذواتنا والعيش بشكل كامل في الحاضر، والقيام بعادات بسيطة تغذي رفاهيتنا. مثل تخصيص بضع دقائق كل يوم للتركيز على أنفاسنا أو التعبير عن الامتنان أو الاستمتاع بنزهة هادئة في الطبيعة.