هل تحس دائمًا أنك ضحية؟ ان كل شيء ضدك ولا تملك السيطرة على احداث حياتك؟ لو وجدت نفسك تفكر بهذه الطريقة كتيرا، فأنت بنسبة كبيرة واقع في فخ "وعي الضحية" بدون وعي منك. المشكلة ان هذه الحالة تسحبك الى القاع بهدوء، وتجعلك تتنازل عن قوتك الحقيقية يوم بعد يوم.
![]() |
وعي الضحية |
في هذا المقال، سنتكلم عن كيفية الخروج من دائرة وعي الضحية والتخلص منها تمامًا، لتبدأ باسترجاع تحكمك في حياتك ومشاعرك واختياراتك. كما سنفكك الموضوع خطوة بخطوة، وندلك على أدوات وطرق عملية تجعلك تستبدل هذا التفكير السلبي بعقلية أكثر قوة ومرونة.
ما المقصود بوعي الضحية وكيف يمكن التحرر منه
وعي الضحية هو حالة ذهنية أو نمط تفكير يجعل الشخص يحس إنه دائمًا ضحية للظروف، للناس، أو حتى للحياة نفسها. يعني دائمًا يعتقد ان ما يحصل له خارج ارادته، وإنه مغلوب على أمره، كما يرى انه لا جدوى من المحاولة لأنه يرى ان الدنيا ضده.والمشكلة انه يستمر على العيش بهذا الإحساس ويجعله جزء من هويّته مما يعرضه دوما للتلاعب والاستضعاف. وفي حقيقة الامر هذا كله راجع له هو، راجع لمكان في عقله الباطن يرى ان التمسك في وعي الضحية فيه مكاسب أكثر من الخسارات، وأهمها التعاطف وتقبل المجتمع، لكن ان تأمل أكثر سيجد انه رغم أنه وهميا يضن أنه يكسب شيئا لكنه في الحقيقة يخسر كل شيء، يخسر قوته، يخسر قدرته على التغيير وسيطرته على حياته وواقعه، وهذا ما يجعله في قمة العبودية.
ما الذي يدفع الانسان لتبني وعي الضحية
يتبنى الكثير من الناس وعي الضحية ليحسّوا إنهم ليسوا وحدهم، كأنهم يبحثون على تعاطف أو سند من محيطهم. يمكن ان يكون الامر بسبب صدمة سببت لهم الما في الماضي، لكنه يتحوّل لطريقة تفكير ثابتة تجعلهم يعتقدون دوما ان الحياة كلها ضدّهم.وهذا ما يدفعهم للتهرب من تحمل المسؤولية، لأنهم يحسون انهم مقيدين ولا يملكون القدرة على تغيير واقعهم.
كما انه يمكن ان يكون وعي الضحية وسيلة دفاع نفسية، يعني محاولة العقل الهروب من الألم أو الفشل بطريقة يبرر بيها ما حصل. كقول الشخص مثلا: "أنا فاشل لان الظروف ظلمتني" بدل ان يقول " يجب ان اعمل على تطوير نفسي". قد يبدو الموضوع مريح على المدى القصير، لكن في النهاية سيجد الشخص نفسه مقيدا وواقفا مكانه.
كما ان المجتمع أحيانًا يدعم الفكرة دون قصد، عندما يعطي تعاطف زائد لأي شخص يحكي عن مأساته فهنا الشخص يتعود على أخذ الحب والاهتمام من كونه "ضحية"، وليس من إنجازاته أو محاولاته للتغيير للأفضل، وهذا ما يغذي عنده فكرة تبني هذا الدور وعدم الخروج منه.
ايجابيات التخلص من وعي الضحية
فيما يلي بعض النقاط المهمة التي قد تساعد في الخروج من وعي الضحية:- استرجاع القوة الذاتية والحرية في صنع الواقع بوعي.
- الخروج من دوائر الكآبة والحزن التي لا تنتهي.
- اكتساب شجاعة تحمل مسؤولية جميع جوانب الحياة واستلام دور القيادة عليها.
- تنمية الإحساس بالقوة والقدرة على التغيير.
- جعل القرارات مبنية على وعي واختيار وليس على الخوف أو الضعف.
- التقليل من التوتر والإحساس بالعجز والإحباط.
- منح الانسان فرصة بناء علاقات صحية بدل العيش في دور الضحية غالب الوقت.
- تقوية الثقة بالنفس والتحفيز على التطوير باستمرار.
طرق التخلص من وعي الضحية
ان الخروج من فخ وعي الضحية ليس بالأمر المستحيل، بل كل ما يحتاجه هو القليل من الوعي وشجاعة وقرارات حقيقية يغير بيها الشخص طريقة تفكيره ونظرته لنفسه وللعالم من حوله. وهذه بعض الطرق التي يمكن ان تساعد في ذلك:- الاعتراف بوجود المشكلة: طبعا بعد الرغبة في الخروج من وعي الضحية أول خطوة دائمًا هي اعتراف الشخص إنه واقع في هذا الوعي، وهذا ليس ضعف، بل شجاعة منه.
- تحمّل المسؤولية: على الانسان ان يتذكر نه صاحب قرار، وليس مجرد متفرج في حياته.
- مراقب الأفكار وردود الافعال: يجب على الانسان مراقبة نفسه باستمرار حتى يكتشف أماكن عقله الباطن او المعتقدات والأفكار التي دفعته الى الشكوى او احتضان وعي الضحية وتغييرها.
- الابتعاد عن الاشخاص السلبيين: يجب التذكر دائما ان البيئة المحيطة تكون مع الانسان او ضده في رحلة تطوره، والأشخاص الذين يلعبون دوما دور الضحية سيكون لهم تأثير لا محالة.
- تطوير المهارات: عندما يشتغل الانسان على نفسه، سيحس بقيمته ويبتعد عن شعور إنه ضحية.
- طلب المساعدة عند الحاجة: ليس من العيب الاستعانة بمدرب نفسي أو معالج نفسي يمكن ان يساعد على تكسير هذا الوعي عند الشخص.
ملاحظة مهمة: التخلص من وعي الضحية لا يحصل بين يوم وليلة، لكن كل مرة يختار الانسان ان يكون أقوى من ظروفه، فـهو هنا يبني حياة هو قائدها في النهاية وليس الظروف.
خاتمة: وعي الضحية يمكن ان يجعل الانسان حبيس دور هو غير مجبر على عيشه، والتحرر منه هو بداية حقيقية لاستعادة قوته، حريته، ومسؤوليته على حياته.
التحرر من وعي الضحية يبدأ بتحمّل المسؤولية، ومواجهة النفس بصدق، حتى لو كان هذا صعب في البداية لكنه غير مستحيل، ومع كل محاولة للتغيير سيتقرب الشخص تدريجيا من النسخة الأقوى من نفسه.
خاتمة: وعي الضحية يمكن ان يجعل الانسان حبيس دور هو غير مجبر على عيشه، والتحرر منه هو بداية حقيقية لاستعادة قوته، حريته، ومسؤوليته على حياته.
التحرر من وعي الضحية يبدأ بتحمّل المسؤولية، ومواجهة النفس بصدق، حتى لو كان هذا صعب في البداية لكنه غير مستحيل، ومع كل محاولة للتغيير سيتقرب الشخص تدريجيا من النسخة الأقوى من نفسه.